أعراض الإصابة بفيروس سى

الالتهاب الكبدى الفيروسى سى الحاد:

أغلب الأشخاص المصابون بفيروس سى حديثا لا يعانون من أى أعراض أو يعانون من أعراض بسيطة غالبا لا يلاحظها المريض، ولكن فى نسبة بسيطة من الحالات قد يعانى المصاب من أعراض الإلتهاب الكبدى الحاد والتى تشمل: (أعراض شبيهة بالإنفلونزا، ارتفاع درجة الحرارة، الشعور بالارهاق، فقدان الشهية، غثيان أو ترجيع،آلام بالبطن، اصفرار الجلد أو العينين، لون البول الداكن).

وتظهر بعض هذه الأعراض فى 20% إلى 30% من الحالات المصابة خلال 4 إلى 12 أسبوع من وقت حدوث الإصابة، ويتم تأكيد الإصابة بالإلتهاب الكبدى الحاد عن طريق الفحوصات المعملية التى تظهر ارتفاع كبير بإنزيمات الكبد وارتفاع نسبة الصفراء.

تحتاج معظم حالات الإلتهاب الكبدى الحاد إلى مجرد علاج تدعيمى للكبد وتشفى غالبا خلال أسابيع، ولكن فى نسبة قليلة جدا قد يتطور الأمر إلى فشل كبدى حاد.

الإلتهاب الكبدى الفيروسى سى المزمن:

فى نسبة بسيطة من المرضى (15-30%) يتمكن الجهاز المناعى للجسم من التخلص من الفيروس تلقائيا بدون علاج، ولكن أغلب الحالات المصابة بفيروس سى (70-85%) تتطور إلى التهاب كبدى مزمن (استمرار الإلتهاب الكبدى لمدة 6 أشهر بعد الإصابة بالفيروس).

معظم الأشخاص المصابون بالإلتهاب الكبدى الفيروسى سى المزمن لا يشعرون بأى أعراض، وقد يشعرون ببعض الأعراض البسيطة مثل الشعور بالإرهاق واضطرابات فى الجهاز الهضمى، وغالبا يتم تشخيص الإصابة بالصدفة عند إجراء اختبار الأجسام المضادة لفيروس سى قبل السفر للخارج أو قبل التوظيف أو عند التجنيد أو التبرع بالدم أو قبل العمليات الجراحية، وفى عدد من الحالات يتم تشخيص الإصابة عن طريق اكتشاف ارتفاع انزيمات الكبد فى الفحوصات الدورية.

ومع ذلك يعانى الكثير من مرض كبدى مزمن وغالبا ما يكون مخادعا حيث يتطور ببطئ بدون أى أعراض على مدى عقود، وقد يتطور فيما بعد إلى حدوث مضاعفات مثل تليف الكبد وسرطان الكبد، وفى كثير من الحالات لا يتم تشخيص الإصابة بفيروس سى إلا بعد حدوث المضاعفات.

تليف الكبد:

فى حوالى 20% من مرضى الإلتهاب الكبدى الفيروسى سى المزمن يتطور المرض على مدى 10-20 سنة ليصل إلى مرحلة التليف الكبدى، حيث يتم استبدال خلايا الكبد بخلايا ليفية مما يؤدى إلى ارتفاع ضغط الوريد البابى وتضخم الطحال، وينقسم التليف الكبدى إلى قسمين:

  • تليف كبدى متكافئ: تظل وظائف الكبد طبيعية وربما يوجد إرتفاع بسيط فى إنزيمات الكبد.
  • تليف كبدى غير متكافئ: حيث تبدأ أعراض الفشل الكبدى فى الظهور مثل الصفراء وتورم الساقين وزيادة سيولة الدم واستسقاء البطن ودوالى المرئ والغيبوبة الكبدية، فى هذه المرحلة يصبح علاج فيروس سى صعبا وغير مؤثر ولا يوجد علاج فعال سوى زراعة الكبد للحالات الملائمة.

 

سرطان الكبد:

يعد سرطان الكبد أحد أخطر المضاعفات الناتجة عن الإصابة بفيروس سى، حيث يعد فيروس سى مسئولا عن 25% من حالات سرطان الكبد عالميا، ويحدث سرطان الكبد فى حوالى 1-5% من الحالات المصابة بالتليف الكبدى بسبب فيروس سى سنويا، لذلك ينصح بعمل موجات فوق صوتية على البطن كل 6 أشهر للمرضى المصابون بالتليف الكبدى لإكتشاف أى أورام كبدية مبكرا حيث يمكن إجراء بعض التدخلات العلاجية التى تبطئ من تطور وانتشار الورم مثل الاستئصال الجراحى أو الكى الحرارى أو الحقن الكيميائى، أما أذا تم تشخيص الورم فى مرحلة متقدمة ففى هذه الحالة يصبح التدخل صعبا.

تشخيص الإصابة بفيروس سى

ينصح بعمل اختبارات الكشف عن فيروس سى لجميع الأشخاص بغض النظر عن وجود أعراض من عدمه، فكما ذكرنا من قبل أن فيروس سى ليس له أى أعراض فى أغلب الحالات ويتم اكتشافه مصادفة و تظهر الأعراض فى المراحل المتقدمة من المرض، ولذلك لا ينبغى إنتظار ظهور الأعراض ويجب إجراء الفحوصات بصفة خاصة فى الحالات الآتية:

  • الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن.
  • الأشخاص الذين قاموا بنقل دم أو أحد مكوناته قبل عام 1994، والمصابون بأمراض الدم المزمنة مثل الثلاسيميا والهيموفيليا والذين يقومون بنقل الدم بصورة متكررة.
  • مرضى الغسيل الكلوى.
  • مقدمى الخدمة الصحية بعد الوخز بإبر ملوثة بفيروس سى.
  • الأشخاص الذين يعانون من أعراض مرض كبدى أو ارتفاع انزيمات الكبد.
  • الأطفال المولودون لأم مصابة بالفيروس.

اختبارات الدم المستخدمة للكشف عن الإصابة بفيروس سى:

اختبار الأجسام المضادة لفيروس سى (Anti-HCV Antibodies):

تظهر الأجسام المضادة للفيروس فى 97% من الأشخاص خلال 6 أشهر من الإصابة، وتكون النتيجة إما إيجابية أو سلبية، فإذا كانت النتيجة إيجابية فهذا لا يعنى أن الشخص مازال مصابا بالفيروس ولكن يعنى أنه قد تعرض للفيروس من قبل وقام الجهاز المناعى للجسم بتكوين هذه الأجسام المضادة لمحاربة الفيروس وقد تظل هذه الأجسام المضادة موجودة بالدم مدى الحياة حتى بعد العلاج الناجح من الفيروس.

 هل من الممكن أن يكون تحليل الأجسام المضادة الإيجابى خاطئ؟

فى بعض الأحيان قد تكون النتيجة الإيجابية خاطئة ولذلك من الضرورى تأكيد النتيجة الإيجابية بتحليل الحمض النووى.

هل من الممكن أن يكون تحليل الأجسام المضادة السلبى خاطئ؟

نعم، فالأشخاص المصابون بفيروس سى حديثا من الممكن ألا تكون الأجسام المضادة قد تكونت بعد أو تكونت بكميات قليلة لا يمكن قياسها، كذلك الأشخاص الذين يعانون من مشاكل فى المناعة قد يتأخر تكوين الأجسام المضادة لديهم وينصح فى هذه الحالة بعمل اختبار الحمض النووى.

اختبار الحمض النووى للفيروس – البى سى آر (PCR):

يقوم هذا التحليل بالكشف عن الحمض النووى للفيروس فى الدم ويمكن إجرائه بعد 3 اسابيع من الإصابة، ويوجد منه نوعين: كيفى للكشف عن وجود الفيروس من عدمه و كمى للكشف عن كمية الفيروس فى الدم.

هل لنسبة اختبار الحمض النووى المرتفعة أو المنخفضة تأثير على قرار العلاج؟

لا، لا يعتمد قرار إعطاء العلاج من عدمه على نسبة الحمض النووى لفيروس سى بالدم وليس لها تأثير كبير على نوع أو نتيجة العلاج، وإنما يتوقف الأمر على حالة الكبد ودرجة التليف.

هل من الممكن أن يكون مستوى انزيمات الكبد طبيعيا بينما المريض مصاب بالتهاب كبدى فيروسى سى مزمن؟

نعم فمن الشائع لدى مرضى الإتهاب الكبدى الفيروسى سى المزمن إن يتغير مستوى انزيمات الكبد صعودا وهبوطا ويعود للمستوى الطبيعى على فترات قد تصل إلى أكثر من عام رغم المرض الكبدى المزمن.