فريق بحثي بالجامعة الأمريكية يصمم اختبار جديد للكشف عن الالتهاب الكبدي الوبائي في مدة تقل عن ساعة واحدة وبتكلفة منخفضة

مع وصول عدد مرضى الالتهاب الكبدي الوبائي فيروس سي إلى عشرة مليون مريض تقريباً في مصر، أصبحت الدولة الأوسع انتشاراَ للمرض في العالم. ووفقاً إلى دراسة حديثة نشرت في المجلة العلمية الأمريكية Proceedings of the National Academy of Science، فإن هذا المرض المنقول عن طريق الدم يصيب ما يقرب من 500.000 شخص في مصر سنوياً. وطبقاً إلى منظمة الصحة العالمية، ويشير التجانس القوي للأنواع الفرعية من الالتهاب الكبدي الوبائي الموجودة في مصر (HCV4a) إلى انتشار فيروس سي داخل البلاد.

وفي استجابة للانتشار السريع لهذا الفيروس، قام فريق بحثي بمركز يوسف جميل لأبحاث العلوم والتكنولوجيا بالجامعة الأمريكية بقيادة حسن عزازي، أستاذ الكيمياء، بتصميم اختبار جديد يمكنه كشف الأنماط الجينية أو الوراثية للالتهاب الكبدي الوبائي في مدة تقل عن ساعة واحدة، بدلاً من استغراق أيام، وبتكلفة تعد واحد على عشرة من تكلفة الاختبارات التقليدية.

وأوضح عزازي: “أن اختبارنا حساس وغير مكلف، ولا يحتاج إلى أجهزة متطورة.” كما أضاف أنه في حالة الكشف المبكر عن الفيروس خلال الستة أشهر الأولى من الإصابة به يزيد من احتمالات الشفاء إلى 90%، “حيث أن الجهود المحلية التي بذلت لمكافحة هذا الانتشار المخيف لفيروس سي في مصر تعد قليلة.”

وقام الفريق البحثي بالجامعة الأمريكية، NanoDiagX ، باختراع اختبار كيميائي يمكنه تشخيص فيروس سي باستخدام جزيئات النانو الذهبية. وأجريت أول اختبارات لفيروس سي بمصر في عام 1992، إلا أنها إما مكلفة للغاية أو تفقدها الدقة. فإن هذا الاختبار الذي صممه فريق أبحاث عزازي يقلص الإجراءات من خطوتين، والتي قد تستغرق أيام، إلى خطوة واحدة تتم في أقل من ساعة واحدة أيضاً وبتكلفة أقل كثيراً. وفي عام 2011، حصل هذا الاختبار التشخيصي المبتكر على المركز الأول في الدورة السابعة لمسابقة خطط الأعمال التكنولوجية العربية، والمركز الثالث في الدورة السابعة لتحدى إنتل العالمي بجامعة كاليفورنيا ببيركلي.

وذكر عزازي: “إن فيروس سي يعد مشكلة وطنية ضخمة، وأعتقد أنه يقع على عاتق مجتمع البحث العلمي مسئولية تطوير الحلول المبتكرة والعملية التي يمكن أن تساعد في حل مثل هذه المشكلات.”

وتشير بعض الدراسات إلى أن ارتفاع معدل انتشار الالتهاب الكبدي الوبائي في مصر يرجع بصورة كبيرة إلى إعادة استخدام الإبر الملوثة في الفترة ما بين الخمسينيات والثمانينيات، وذلك حينما تفشى مرض البلهارسيا ولم تكن الإبر التي يتم التخلص منها بعد استخدامها لمرة واحدة موجودة بعد. وبينما يعد هذا هو التفسير وراء إصابة الأجيال القديمة بفيروس سي، إلا أنه هناك ارتفاع في معدل انتقال المرض بسبب انتشار بعض الممارسات صحية الخاطئة مثل استخدام الأدوات الشخصية لآخرين والإهمال عند التعامل مع كل ما يتعلق بالدم. ولكن يرى عزازي أن المشكلة الرئيسية تكمن في انخفاض الوعي، حيث صرح: “نحن (فريق أبحاث الجامعة الأمريكية) قمنا بإطلاق حملة للتوعية في الجامعات والمناطق الريفية”، مضيفاً أن الحملة تضمنت إجراء اختبارات مجانية لتشخيص فيروس سي، هذا فضلاً عن توزيع كتيبات تعليمية للتوعية بالمرض.

ويسعى فريق NanoDiagX إلى استخدام نفس التكنولوجيا للكشف عن أمراض أخرى، مثل السرطان والسل. وبدأ الفريق أيضاً في تنفيذ مشروع طويل المدى لإيجاد علاج لفيروس سي، وحتى الآن، تبدو نتائجه واعدة. وأوضح عزازي: “نحن نحاول إنتاج دواء يمكن أن يمنع الفيروس من دخول الخلايا وذلك من خلال استخدام نمذجة الحاسب الآلي واستراتيجيات جديدة للتركيب الكيميائي.”

وقد تقدم فريق أبحاث الجامعة الأمريكية بطلب لتسجيل ثلاث براءات اختراع في الولايات المتحدة الأمريكية، ونشرت أبحاثهم في العديد من الدوريات العلمية. هذا، وذكر عزازي: “نحن نتفاوض حالياً مع عدد من الشركات التشخيصية بشأن تحويل ابتكارنا إلى منتج.”

رابط الخبر الاصلى