جريدة الوطن – بقلم: خالد منتصر
تصريحات د. وحيد دوس عميد المعهد القومى للكبد عن الدواء الأمريكى الجديد لعلاج فيروس سى الذى وصلت نسبة نجاحه لأكثر من 90% شىء مبشر ويدعو للتفاؤل، ولكن لا بد من وضعها فى إطارها وظروفها وحجمها حتى لا يرتفع سقف الطموحات لدى المريض المصرى الذى لن تنتهى أناته وأوجاعه من هذا المرض اللعين بحلول 2014، كما ذكرت التصريحات ولا حتى 2020؛ لذلك لا بد من ذكر بعض الملاحظات تعليقاً على ما يقال عن هذا الدواء الجديد وقد ناقشتها مع أساتذة كبد كبار مثل د. يحيى الشاذلى وهشام الخياط:
– تكلفة هذا الدواء عند نزوله الأسواق وبعد انتهاء التجارب سيكون ما بين 400 و500 دولار، وبما أن الكورس 90 قرصاً، فستكون التكلفة تقريباً ما بين ربع مليون إلى 400 ألف جنيه، ولا يمكن أن تكون هذه الأرقام فى متناول وإمكانيات أى دولة متخلفة أو نامية، وبالطبع لن نلوم الشركة التى دفعت 11 ملياراً فى شراء اختراع هذا الدواء فى فرض هذه الأسعار؛ لأننا ببساطة خارجون عن التاريخ علمياً، مشغولون بالرقية الشرعية وختان الإناث.
لا بد أن نستعد من الآن بالتجارب السريرية لأنهم فى أوروبا وأمريكا مهتمون أساساً بالنوع الجينى الأول الذى يصيبهم وليس الرابع الذى ابتلينا به والذى من الممكن ألا يستجيب بالنسبة نفسها، وبعدها يأتى التفاوض مع الشركة المنتجة الذى سيستغرق وقتاً طويلاً حتى تخفض أسعارها التى ستظل زمناً طويلاً أيضاً خارج طاقة الحكومة والأفراد، إذن لو نحن جادون وملتزمون ومواكبون، فلن نوفر هذا الدواء قبل 2020.
الشركة التى أنتجت الإنترفيرون صرفت مليار دولار وكان سعره الأولى 30 ألف دولار فى مرحلة التجريب واستغرق سنوات وسنوات حتى وصل إلى 1400 جنيه فما بالك بشركة صرفت 11 مليار فى أبحاث وتجارب وشراء ولسه بتقول يا هادى، كم ستضع ثمناً لهذا الاختراع؟
– التجارب الأمريكية كانت على عشرة مرضى، والتجارب اليابانية كانت على عشرة أيضاً، وهذه أرقام هزيلة فى مجال البحث العلمى ولا تصلح لكى تعمم على العالم كنسبة شفاء، والمشكلة أن التجربة اليابانية كانت على النوع الأول «b» ونتيجتها 90%، أما الأمريكية فنتيجتها النصف تقريباً وهى على النوع الأول «A»، ونتمنى هنا فى مصر أن تكون استجابة النوع الرابع اللعين مثل النوع اليابانى.
– الأمل حتى الآن ما زال فى الأنواع التى تضاف إلى جانب الإنترفيرون وترفع نسبة الشفاء وهى التى يجب أن نسعى إليها من الآن وبمنتهى السرعة والحزم والتخطيط حتى نقضى على أكبر مشكلة قومية تواجه الوطن والتى للأسف حلها ليس فى التحرير.