طبقا لآخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية فى عام 2011 لا تزال مصر هى أكثر دول العالم إصابة بالتهاب الكبد الفيروسى «سى» والنسبة بها 22%.

هناك 7 أنواع جينية من فيروس «سى» (تم توصيف النوع السابع حديثا)، والنوع الرابع هو الأكثر انتشارا فى مصر، والعلاج الحالى عبارة عن أقراص الريبافيرين مع حقن الإنترفيرون طويل المفعول، ويوجد منه نوعان فقط (السويسرى والأمريكى)، ويعمل الإنترفيرون على رفع مقاومة الجسم للفيروس، كما أنه مضاد للفيروسات بصفة عامة، أما الريبافيرين فيمنع الانتكاسة، ومن هنا تأتى أهميته الكبيرة فى العلاج.


وتصل نسبة الشفاء التام (الشفاء بعد 6 شهور من إيقاف العلاج) إلى 85% فى النوعين الثانى والثالث و50% فى النوع الأول، بينما هى 65% فى النوع الرابع، من هنا كانت أهمية اكتشاف عقاقير جديدة مضادة مباشرة للفيروس «سى» بصفة خاصة لرفع هذه النسب. وقد تم اكتشاف نوعين من هذه العقاقير يتم تناولها بالفم.

النوع الأول يسمى مثبطات إنزيم «البروتييز» وهو إنزيم مهم لتكاثر فيروس «سى» مثل «التيلابريفير» و«البوسابريفير»، وهذه العقاقير تُستخدم بالإضافة إلى الإنترفيرون والريبافيرين؛ لذلك فإنها ترفع نسبة الشفاء، لكن مع رفع تكلفة العلاج وزيادة الأعراض الجانبية، كما أنها فعالة فقط مع النوع الأول من الفيروس؛ لذلك ليس لها دور فى مصر.

ثانى نوع من هذه العقاقير هو مثبطات إنزيم «البوليميريز» وهو إنزيم مهم أيضا لتكاثر فيروس «سى»، لكن هذه العقاقير تستخدم بمفردها (دون الإنترفيرون) عن طريق الفم، وهى فعالة لجميع أنواع فيروس «سى» وأفضل مثال لها عقار GS 7977 الذى احتكرته شركة أمريكية بشراء المصنع النيوزيلاندى المنتج له بأكثر من 12 مليار دولار، والنتائج الأولية تصل إلى نسبة شفاء 100% بعد استخدامه لمدة 12 أسبوعا فقط وتصل إلى 95% شفاء تاما (6 شهور بعد انتهاء العلاج) وهذا العلاج الذى لا يزال تحت الاختبار لن يكون فى متناول المرضى قبل عام 2015 على أحسن تقدير وتصل تكاليفه إلى 250 ألف جنيه. من هنا ندرك أهمية الحكمة العربية العريقة «الوقاية خير من العلاج

رابط الموضوع الاصلى