الوطن: خالد منتصر

طرح د. عبدالحميد أباظة أمام مجلس الشورى أرقاماً مفزعة عن انتشار فيروس سى فى مصر والذى جعلنا نحتل المرتبة الأولى على العالم فى الانتشار الوبائى لهذا المرض، وطرحت قضيتان فى غاية الأهمية لا بد من مناقشتهما بمزيد من الشفافية، الأولى وهى إحصائية بالغة الخطورة عن أن معظم الإصابات سببها الرئيسى هو الأطباء والمستشفيات!!، إنها كارثة مرعبة أن يكون الداء من صاحب الدواء، غياب الضمير والإهمال والعشوائية خطايا طبية مدمرة، لذلك أطالب بتوقيع أقصى العقوبة على الطبيب أو المستشفى الذى يثبت عليه نقل العدوى، الحل هو مجرد الضمير الذى غاب وغط فى نوم عميق، طبيب الأسنان على سبيل المثال هل سيتعب لو عقم أدواته أو استخدم قفازاً جديداً لكل حالة؟، هل هى مشكلة أن يدفع بعض الجنيهات ثمناً لجهاز تعقيم تمثل تكلفته واحدا على عشرة آلاف من قيمة الكرسى الأنيق الذى يجلس عليه المريض؟، هل هى مشكلة أن تجهز غرف العمليات وتكون أدواتها معقمة ومناظيرها معقمة وقساطرها لاتستخدم إلا مرة واحدة؟، هل هى معضلة أن تكون أكياس الدم خاضعة لتحاليل قاسية ومعايير صارمة؟، أعرف أن هناك جهوداً جبارة تبذلها بنوك الدم والمستشفيات المحترمة وبعض الجنود المجهولين فى وزارة الصحة، ولكن العشوائية ما زالت تحكم وتسيطر، وما زال الضمير المهنى غائباً، وما زالت السبوبة تحكم عقول بعض العاملين فى الحقل الصحى وهذه هى أعظم الخطايا أن يتاجر بصحة المصريين.

القضية الثانية التى طرحت فى النقاش أمام مجلس الشورى هى التمييز ضد مرضى فيروس سى والسعى لدى الدول العربية لمنع هذا التمييز من خلال قبول توظيفهم، السؤال الأهم والقضية الأهم والأخطر هى عدم توظيفهم والتمييز ضدهم هنا فى مصر، امنعوا التمييز ضدهم فى بلدهم أولاً لكى تقتنع دول الخليج ثانياً وبالتبعية، مريض فيروس سى لايعين فى هيئات ومؤسسات البلد خاصة اللامع والمميز منها، هو مطرود من جنة الوظائف بلا ذنب وبلا دليل علمى ولا سند طبى، فكيف نطلب من الغريب ما لم يفعله القريب؟

رابط الموضوع الاصلى