يسأل أحد القراء، قرأنا فى بعض الصحف عن توصل أحد الأطباء بقسم الصيدلة بجامعة المنصورة لاختراع يتكون من بعض الأعشاب، مثل “الكندر والعرقسوس والكركم” تعالج فيروس سى، حيث يتم تصنيعه بتقنيات بسيطة دون اللجوء إلى التكنولوجيا المعقدة، وهو يعمل على زيادة مادة الإنترفيرون بجسم الإنسان، فهل هذه الأعشاب تعالج فيروس سى بالفعل وهل هذا الكلام صحيح؟.

يحذر الدكتور جمال شيحة، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب المنصورة، من تناول الأعشاب، باعتبارها علاجا لفيروس سى، ويقول إن هذه الأعشاب تعتبر سموما حتى يثبت العكس فجميع الأدوية مستخلصة من الأعشاب، ولكن عندما يتحول العشب إلى دواء لابد أن يمر بأربع مراحل، المرحلة الأولى والثانية والثالثة والرابعة كل مرحلة من هذه المراحل تؤدى إلى الأخرى بالتتابع، ولابد من أن توصل كل مرحلة إلى الأخرى، فهناك مجموعة من الأبحاث تجرى فى كل مرحلة، والتى يتم نشرها فى مجلات علمية دولية محكمة، وكل مرحلة تحتاج إلى سنوات من التجارب حتى يتم إجراء الأبحاث المستفيضة عليها، وعندما نصل إلى نهاية المرحلة الرابعة وهذا عادة يستغرق من 7 : 15 عاما، يمكن عندها أن يكون لديك ملف ممكن أن تقدمه للجهات الرسمية الصحية لكى تأخذ ترخيصا لاعتماد الدواء، أما أى كلام غير ذلك فلا يدخل فى مجال العلم وإنما تسمى مجال العطارة وليس العلم.


ويقول الدكتور جمال شيحة، إنه لا يوجد بعلم أمراض الكبد شىء يسمى العلاج بالأعشاب، وأحذر بصفتى متخصصا فى هذا المجال، وبصفتى باحثا ولى أبحاث فى العديد من المجلات الدولية العلمية المحكمة ومحكم فى الكثير من هذه المجلات العلمية، من تجار السموم الذين يبيعون الوهم لمرضى فيروس سى، ولا يوجد سوى الأدوية المعتمدة فى مصر ودول العالم المعتمدة دوليا من الجهات الرسمية فى مصر والعالم، وفيما عدا ذلك تجارة سموم لابد أن تتصدى لها الدولة، وأن ينأى عنها الإعلام ولا يقدم لها أى نوع من الدعاية، بل العكس والأعشاب تعتبر سموما، حتى يثبت العكس، وحتى يستخرج منها المادة الفعالة، وتعتمد كدواء بالطرق العلمية السليمة، فهم يبيعون الوهم للناس، كما أنها بمثابة فضيحة نتبرأ منها بصفتنا متخصصين فى مجال الكبد والأدوية المعتمدة، وهى التى يصفها الأطباء المتخصصون فى مجالهم، وأعتذر للعالم عن هذا البحث، والذى لم يأخذ ترخيصا من وزارة الصحة لكى يعتمد كدواء.

ويشير الدكتور شيحة إلى أن المرضى الذين يتم تجربة العلاجات الحديثة عليهم يتم الاحتفاظ بملفاتهم لمدة 15 عاماً حتى تتطلع عليها أى جهة رسمية.

ويرى أن الأعشاب والطحالب كل هذه الأشياء لا تعالج فيروس سى، وإنما العلاجات المعتمدة هى التى يكتبها أساتذة الكبد، وهى أدوية معتمدة دوليا وأجريت عليها العديد من الأبحاث، وتم نشرها فى المجلات العلمية المحكمة، وهذه الأعشاب بمثابة عطارة وليست علماً.

رابط الموضوع الاصلى